26 - 06 - 2024

تباريح | رئيس بصوت الشعب.. حلم يوشك أن يكتمل

تباريح | رئيس بصوت الشعب.. حلم يوشك أن يكتمل

(أرشيف المشهد)

23-5-2012 | 18:13

قبل 16 شهراً من الآن، كان مجرد إجراء انتخابات رئاسية بالشكل الذى نراه اليوم حلماً.

أقصى الطموحات تمثَّلت فى أن ينافس الوريث غيره منافسة حقيقية، لا يتم فيها حشد كل أسلحة الدولة من أمن وإعلام وإدارة محلية ضد أى خصم يتجرأ وينازل ابن الرئيس.

لكن فى أحلام الشعراء كان هناك طرح آخر، أن يتمرد الشعب ويردد مقولة عرابى فى وجه الخديوى "لسنا تراثاً ولا عقاراً.. ولن نورَّث بعد اليوم".

لى صديق سورى كثيراً ما داعبته حول حافظ الصغير الموعود بحكم البلاد منذ يوم مولده، وأسأله أن يلتحق بالقطار مؤدياً فروض الطاعة والولاء، فربما يرضى عنه النظام الغاضب دوماً، وحين ولدت فريدة ابنة جمال مبارك واعتبرتها وزيرة مصرية من أهم أحداث العام حاول أن يرد الكيد لى وسألنى ما إذا كنت سأقدم فروض الطاعة لفريدة ملكة مصر الموعودة على حد قوله، فقلت: مصر عريقة، ولن يمر سيناريو التوريث إلا على جثة آخر مصرى". فردّ قائلاً: "الشعراء يتبعهم الغاوون، ألا ترى أنهم فى كل واد يهيمون.. ويقولون مالا يفعلون"، قلت: أظن أن المصريين شعب عريق لن يخذل عرابى مرتين.

ولأن الأحلام ليست دائماً رجماً بالغيب، كنت دائماً أدرك أن هناك جيل على وشك رفع غطاء القمقم

"على مهل

نما عطرك الفواح.. فى عمق الوطن

يا أيها الولد المغامر

تقدم واحمل راياتنا المنكسة

وارفع رأس حلمنا الذى..

أدماه ألف حجاج مخاتل

أسيافنا صدئت...

دعنا مرة بسيف غير مثلوم

نقاتل"

 انفعلت بما حدث فى تونس ورأيته بشارة لمصر وشعبها.. كان القلب يخفق مع كل خطوة للثوار الذين يزحفون باتجاه القصر

"تقدموا تقدموا

لأجلنا تقدموا

امنحوا أبناءنا ياسمينة يتيمة

وطببوا جرح من يئسوا

ومن هزموا

يا إخوتى تقدموا"

وتقدمت الجموع لتخلع الطغاة، كانت الأيام الـ 18 فى ميدان التحرير عمراً كاملاً.. كل يوم منها بألف سنة مما تعدون، وتمت محاصرة القصر وخلع القيصر، فى أول خطوة نحو يوم 23 مايو الجارى. تنفست مصر عبقاً وحرية وكرامة، وآن لها أن تكمل مشوارها الذى خطته بدم الشهداء ومقل عيون المخلصين من الأبناء.

اليوم يترشح لعرش مصر ثلاثة عشر شخصاً، متفاوتون فى الأعمار والقناعات والتوجهات، كل منهم يراهن على أنه أعطى لبلده ما يؤهله أن يرتقى أعالى درجات سلمها التنفيذى، قد ننتقدهم ونختلف معهم، أو نشك فى قدرات بعضهم على تحمل المسئولية، لكن الفيصل هو الشعب، ذلك الثائر الصابر المنافح عن بلده وكرامته ومستقبل أبنائه، بعضهم يتلمظ وأنصاره، ويحلم أن يعيد الكرة ويجعل مصر تكية مرة أخرى، وبعضهم يحلم بمصر عالية الهامة موفورة الكرامة، ويتعهد أن يغادر كرسى السلطة كيوم جلس عليه، ويقول حاسبونى عما جنت يداي.

ولك وحدك الخيار.. دقِّق جيداً، فأنت لا تمنح صوتك فقط لتعلى أحداً على أحد، وإنما ترسم به مستقبل أبنائك، فكن متجرداً من كل شيء، وأنت تؤشر بقلمك على بطاقة التصويت.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان